مستوطنون إسرائيليون يهاجمون متضامنين أجانب بالضفة.. اعتداء وحشي يوسّع دائرة العنف خارج استهداف الفلسطينيين

 في تصعيد جديد يعكس اتساع دائرة عنف المستوطنين، أصيب أربعة متضامنين أجانب جراء اعتداء نفّذه مستوطنون في الضفة الغربية، في وقت تشهد فيه المنطقة مستويات غير مسبوقة من الهجمات منذ بدء حرب غزة.

وبحسب روايات أفراد المجموعة، فقد تعرّض ثلاثة متطوعين إيطاليين ومواطن كندي لهجوم عنيف خلال وجودهم قرب منطقة عين الديوك غرب مدينة أريحا، قبل أن ينقلوا لتلقي العلاج في مستشفى أريحا الحكومي.

وحسب تصريحات الدكتور رياض عيد، مدير المستشفى للصحف ووكالات الأنباء، فإن المصابين وصلوا صباح الأحد، موضحا أنهم كانوا يعانون من كدمات في الوجه والصدر، بينما تعرّض أحدهم لضربة عنيفة في منطقة حساسة، وقد خضعوا لفحوصات بالأشعة والتلفزيونية قبل تلقي العلاج اللازم والمغادرة.

وزارة الخارجية الإيطالية قالت في بيان إن المتطوعين الثلاثة "تعرّضوا لاعتداء نفّذه مستوطنون"، وإنهم لا يزالون في حالة صدمة من الهجوم، بينما وصفت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية المصابين بأنهم "متضامنون أجانب" كانوا يقدمون دعماً للمدنيين في المنطقة.

وتشير البيانات الدولية إلى أن العنف في الضفة الغربية سجّل مستويات قياسية خلال العامين الماضيين. فبحسب الأمم المتحدة، شهد أكتوبر الماضي 264 هجومًا للمستوطنين تسبب بعضها في إصابات بشرية وأخرى في تخريب واسع للممتلكات، وهو أعلى رقم يتم تسجيله منذ بدء عمليات التوثيق عام 2006.

ويعيش في الضفة الغربية المحتلة نحو 500 ألف مستوطن إلى جانب ثلاثة ملايين فلسطيني، وتتهم منظمات حقوقية المستوطنين بتكثيف الاعتداءات في ظل الغطاء السياسي والأمني الذي توفره الحكومة الإسرائيلية الحالية.

وتأتي هذه الحادثة بينما تواصل موجة العنف والاعتداءات التوسع من استهداف الفلسطينيين إلى ضرب متضامنين أجانب، ما يعكس—وفق مراقبين—تحولًا خطيرًا في نمط عنف المستوطنين واتساع رقعته دون رادع.